تقييم قراءة السنة الثالثة محور المشروع والمبادرة
النّصّ:
آدَمُ طِفْلٌ عُمُرُهُ تِسْعُ سَنَوَاتٍ ، يُحِبُّ تَجْمِيعَ الأشْيَاءِ الغَرِيبَةِ وَاقْتِنَائِهَا كَالعُلَبِ البلَاسْتِيكِيَّةِ ، وَالصَّنَادِيقِ الكَرْتُونِيّةِ وَغَيْرِهَا مِنَ الأشْيَاءِ التِي فِي نَظَرِ بَعْضِ النَّاسِ عَدِيمَة المَنْفَعَةِ . ذَاتَ يَوْمٍ خَرَجَت الأمّ مِنَ البَيْتِ للذّهَاب إلى السّوقِ وَكانَ آدمُ يَشْعُرُ بِالمَلل فَقد أنْهى وَاجِبَاتَهُ المَدْرَسيّة . وَفَجْأة قَرَّرَ أنْ يَبْنِيَ مَدِينَة كَبِيرَةً مُتَكَامِلَة ، فَدَخَلَ غُرْفَتَهُ وَتَوَجَّهَ إلى مُقْتَنَيَاتِهِ قَائلَا : ” أخِيرًا ، حَانَ الوَقْتُ لِاسْتِعْمَالِ مُقْتَنَياتي المُفَضَّلة .”
وَبَعْدَ سَاعَةٍ مِنَ العَمَلِ المُتَوَاصِلِ ، أنْهَى آدَمُ مَدِينَتَهُ التِي بِهَا مَبَانٍ وَحَدَائقَ وَسَيّارَاتٍ … وَعِنْدَمَا عَادَتْ أمّهُ إلَى البَيْتِ قَام بِمُفَاجَأتِهَا بِمَدِينَتِهِ الجَدِيدَة التِي أسْمَاهَا ” مَدِينَةُ الأحْلَامِ ” تَعَجَّبَتْ الأمّ ، وَنَظَرَتْ بِانْبِهَارٍ قَائلَةً : ” مَا أرْوعَ مَدِينَتَكَ يَا آدَمُ ! مِنَ الآن سَأسَمّيكَ آدَمُ المُبْتَكِرُ . فَتَحَمَّسَ آدَمُ وَقرَّرَ أنْ يأخُذَ مَدِينَتَهُ مَعَهُ إلَى المَدْرَسَةِ لِيَعْرِضَهَا عَلَى زُمَلاَئِهِ فِي القِسْمِ ، وَمُعَلِّمِيهِ فَسَعِدُوا بِهِ ، وَتَحَمَّسَ كُلُّ مِنْهُمْ لِفِكْرَتِهِ ، وَأرَادُوا أنْ يُقَلّدُوهُ .