إنتاج كتابي تعاون الأصدقاء
رنّ جرس المدرسة معلنا عن بداية الحصّة فدخل جميع التّلاميذ إلى أقسامهم .
وقبل أن تبدأ معلّمة اللّغة العربية في شرح الدّرس لاحظت أنّ مقعد سارّة مازال شاغرا لليوم الثّالث على التّوالي . فانتابتها حيرة شديدة و سألت التّلاميذ :” هَل بَينَكُم مَن يعرف سبب تغيّب سارة ؟”.. ولكن ما من مجيب .
وبعد انتهاء الحصّة اتّفق جميع الأصدقاء على الذّهاب إلى منزل سارّة للاطمئنان عليها ومعرفة سبب عدم حضورها .
أسرع الأصدقاء الخطى باتّجَاهِ بَيْتِ صديقتهم وَمَا إن طرقوا البَابَ حَتَّى أطَلّتْ عليهم أمّها وقد بدت عليها علامات الحزن وَالتّعَبِ الشّدِيدِ . وبعد أن سلّموا عليها سألوها عن أحوال سارّة فأجابتهم :” إنّ سارّة مَرِيضَةً فقد أجرت عمليّة جراحيّة وهي الآن ترقد في سريرها .”
طلب الأصدقاء من والدة سارّة السَّمَاحَ لهم بالدُّخُولِ وَالاطْمِئْنَانِ عَلَيْهَا وَ مَا إنْ لمحتهم يدخلون غرفتها حَتّى تَهلّلتْ أسَارِيرُهَا وابتهجت بقدومهم .
تبادل الأصدقاء أطراف الحديث ثمّ وعدوها بعَدَم تَرْكِهَا وحيدة وَبِأنَّهَا وَإنْ لن تحضر إلَى المَدْرَسَةِ طيلة فترة مرضها فسيجلبون لها الدُّرُوسَ يَوْمِيًّا إلَى البَيْتِ ويشرحونها لها .
وفعلا فَقَدْ كانوا طيلة فترة مرضها يقومون بنَقْلِ الدّرُوس لها وَالتَدَاوُلِ عَلَى زِيَارَتِهَا صَبَاحًا و مَسَاءً وَيشرحون كُلّ ما درسوه في القسم .
وبعد أيّام تعافت سارّة وعادت إلى المدرسة وَكَانَتْ عَلَى أتَمّ الاسْتِعْدَادِ لإجْرَاءِ الامتحانات النّهَائيّةِ وَكَمْ كَانَت سعادة جميع الأصدقاء عَارِمَةً عنْدَمَا كُلّلَ مسعاها بالنّجَاحِ فِي نِهَايَةِ السّنَةِ الدّرَاسِيّةِ توّج الجميع بأحْسَنِ النّتَائِجِ.