إنتاج كتابي شهر رمضان
رمضان هو شهر الخير والبركة فكلّنا ننتظره كلّ عام على أحرّ من الجمر كيف لا وهو شهر الصّوم والعبادة واستجابة الدّعوات .
في رمضان إذا أذّن المغرب أسرع النّاس إلى موائد الإفطار فأكلوا من ألوانها الشّهيّة ، واستفتحوا بالشّربة اللذيذة الطيّبة ، التي لا تغيب عن أيّ مائدة طيلة الشّهر . مهما تغيّرت الأطعمة وكثرت ألوانها . حتّى إذا فرغوا من طعامهم وشرابهم استراحوا قليلا ، خرج الأطفال إلى الشّوارع ، فملؤوها صراخا ولعبا ، ومرحا ونشاطا ، وخرج الكبار بعضهم إلى المساجد فأحيوها ذكرا وعبادة ، وبعضهم إلى المقاهي فملؤوها حياة وحركة ، يقضون سهراتهم في اللّعب والسّمر .
أمّا النّساء فقد تعوّدن أن يقضين سهرات زاهرة ، احتفاء بهذا الشّهر المعظّم ، يدعون إليها الصّديقات والجارات ، ويقمن كلّ ليلة بصنع ألوان من الحلوى الشّهيّة و أشكال من العجائن الصّافية ، التي يتّخذن منها مادّة أساسيّة لطبق الشّربة اللّذيذة ، ذات الطّعم الخاصّ في شهر رمضان ، وهنّ يتحدّثن عمّا شاهدن أو سمعن ، مستمتعات مبتهجات ، وفناجين القهوة وكؤوس الشّاي مع أطباق الحلوى تدور عليهنّ من حين إلى آخر ، فتزيد بهجتهنّ بهجة ، وتعطّر الأجواء برائحتها الزّكيّة .
وهكذا تتواصل السّهرات والأفراح في ليالي رمضان ، إلى أن ينقضي شطر كبير من اللّيل ، في جوّ من الأنس والمسرّات ومن العبادة والخشوع .