تاريخ السنة السادسة الهجرة الأندلسية للبلاد التونسية
1 – أسباب الهجرة الأندلسيّة :
فتح طارق بن زياد الأندلس سنة 92 هجري الموافق لـ 711 ميلادي ، وتواجد المسلمون فيها قرابة 800 عام إلى أن سقطت غرناطة سنة 879 هجري الموافق لــ 1492 ميلادي وعادت الأندلس تحت سيطرة المسيحيين من جديد . وقد عانى المسلمون في تلك الفترة وتعرضوا إلى التعذيب والقتل والنّفي .
في سنة 1609 م استولى الحاكم الاسباني فيليب الثّالث على أموال وعقارات المسلمين والذين كانوا يسمّونهم حينها المورسكين . ووقع تهجيرهم إلى المغرب وقد بلغ عددهم أكثر من 80 ألف مهاجر على دفعات متتالية .
انتشر المورسكيون واستقروا في عدّة مناطق منها البلاد التونسيّة وقد رحّب بهم عثمان داي وسمج لهم أن يعمّروا حيث شاؤوا، فاشتروا المناشير وبنوا فيها واستوطنوا عدّة أماكن. و سرعان ما تأقلموا مع المجتمع التونسي وتصاهروا معهم .
أسّس الأندلسيّون عدّة مدن منها : الرفراف، بنزرت، تونس، طبربة، السلوقيّة، تستور، سليمان، قرمبالية، نيانو، زغوان.
2 – نتائج الهجرة الأندلسيّة بالبلاد التّونسيّة:
أ – على المستوى الفلاحيّ:
طوّر الأندلسيّون الفلاحة في تونس فقد غرسوا العديد من الأشجار المثمرة فانتشرت البساتين وزرعوا البقول وأقاموا السّدود والقنوات وقاموا بحفر العديد من الآبار واستعملوا النّواعير التي تدور بمساعدة الرّياح .
ب – على المستوى الصّناعي:
اشتهر الأندلسيّون بصناعة الشّاشيّة التي لاقت رواجا هائلا في تونس كما كانوا يتقنون صناعة الخزف والجليز والقرمود . فحققوا بذلك أرباحا ماليّة هامّة .
ج – على المستوى المعماري:
قام الأندلسيّون بإنشاء مدارس أندلسيّة مثل المدرسة القريبة من سيدي يونس الّتي أنشأت سنة 1624م وكان الشّيخ شعبان الأندلسيّ أوّل مدرّس بها الّذي يعتبر من أعيان علماء الأندلسيّين كما بنوا الجامع الكبير بتستور.