إنتاج كتابي جدتي واللوحة الرقمية
عمي أحمد مهندس بارع في مجال الإعلامية يعمل دوما بجدّ ونشاط وتفان فقرر مدير الشركة التي يعمل فيها أن يرسله في بعثة إلى إحدى البلدان الأوروبية . فرح عمّي فرحا شديدا بهذه المهمة الجديدة وانطلق في الاستعداد للسّفر وعندما حلّ يوم مغادرته أرض الوطن رافقته العائلة إلى المطار لتوديعه .
و عند توديع عمي في المطار عزمت جدتي أن تتظاهر بالبهجة والسّرور وعدم المبالاة حتّى لا يتفطن عمي لحزنها الشديد على فراقه لكنه لاحظ ذلك فقال لها : “الوطن يا أمي هو المكان الذي قد تغادره أقدامنا لكن قلوبنا تظل فيه. لا تقلقي يا أمي سنتواصل يوميا بواسطة اللوحة الرقمية .”
ارتسمت على وجه جدتي علامات الاستغراب وتساءلت : كيف سنتواصل باللوحة الرقمية ؟
وعند المساء جلبت أختي ياسمين لوحتها الرقمية وما هي إلا لحظات حتى ظهرت صورة عمي على الشاشة وصار أفرَادُ العائلة يَتَجَاذَبُونَ أطْرَافَ الحَدِيثِ مَعَ عمي بِالصّوْتِ وَ الصُّورَةِ.
وعندها قالت الجدة : “ما هذا الاختراع العجيب ! شكرا لك أيتها اللوحة الرقمية لقد قربت المسافات بيننا .”