إنتاج كتابي جني الزيتون
بدأت شمس الصباح تستيقظ من نومها وعلت في السماء فاردة أشرعة نورها على القرية . تَوَجَّهَ العمّال رجالا ونساء لجَنْيِ المَحْصُولِ السَّنَوِيِّ من الزّيتون .
ما أجمل حُقُولِ الزَّيْتُونِ المُتَرَامِيَةِ الأطْرَافِ و ثِمَارِ الزَّيتُونِ المُعَلَّقَةِ عَلى الأشْجارِ تَكَادُ الأغْصَانُ أن تَسْقط مِنْ كَثْرَتِهَا .”
نشر العمّال الشِّبَاكِ ووضعوا الّسلالم ثمّ فرشوا الأرْضَ بِالحُصُرِ ليتمكّنوا من جمع حبّات الزّيتون المتساقطة أثْنَاءَ جنْيِهِمْ .
أخَذَت النّسوة أمْشَاطِهنَّ وَتَسَلَّقَ بعض العمّال الأشجار فِيمَا انهمك البَقيَّةُ فِي تَعْبِئَةِ مَا تَمَّ جَنْيُهُ فِي صناديق تُطْرَحُ جَانِبًا فِي انْتِظَارِ نِهَايَةِ اليَوْمِ لحَمْلِهَا فِي الشَّاحِنَاتِ إلَى المَعَاصِر الوَاقِعَة عَلَى مَشَارِفِ القَرْيَةِ .
يَتَبَادَلُ العُمَّالُ الحَدِيثَ وَالمُزَاحَ وَأحْيَانًا يُرَدّدُونَ بَعْضَ الأغَاني الشَّعْبِيَّةَ.. وَضَحَكَاتِهِمْ تَتَنَاثَرُ بَيْنَ ثَنَايَا حُقُولِ الزَّيْتُونِ وَ هيَ السَّبِيلُ الوَحِيدُ لَهُمْ لِيَمُرَّ يَوْمُهُمْ بَعِيدًا عَن الإحْسَاسِ بِالتَّعَبِ وَالشَّقَاءِ رَغْمَ صُعُوبَةِ المُهِمَّةِ.