محفوظات الراديو السنة السادسة
شَادَ تَرَنّمَ لَا طَيْرٌ وَلَا بَشَرٌ يَا صَاحِبَ اللّحْنِ أيْنَ العُودُ وَالوَتَرُ
إنّي سَمِعْتُ لِسَانًا قُدَّ مِنْ خَشَبٍ فَهَلْ تَرَى بَعْدَ هذَا يَنْطِقُ الحَجَرُ ؟
صَوْتٌ بِرُومَا رَنَّ صَدَاهُ فِي أذُنِي كَأنّهُ مِنْ جِدَارِ البَيْتِ يَنْحَدِرُ
وَآلةٍ جَعَلَتْ مِنْ حُجْرَتِي أفُقًا يَرْتَدُّ مُنْحَدِرًا عَنْ حَدِّهِ البَصَرُ
قَدْ حَكَّمَتْنِي فِي الأصْوَاتِ لَوْحَتُهَا فَصِرْتُ أخْتَارُ مَا آتِي وَمَا أذَرُ
قَدْ كنْتُ أغْشَى بُيُوتَ اللّهْوِ ، مُنْتَقِلًا فَصَارَ يَسْعَى إلَىّ اللّهْوُ وَالسَّمَرُ
لَهَا فَمٌ لَيْسَ يَسْتَعْصِي عَلىَ لُغَةٍ عَلَى الرَّطَانَةِ وَالإفْصَاحِ مُقْتَدِرُ
وَكُلُّ رَقْمٍ عَلَيْهَا حَشْوُهُ طَرَبٌ ، وَفِيهِ كَنْزٌ مِنَ الألْحَانِ مُسْتَتِرُ
عَوْرَاءَ لاَ تَخْرُجُ الأصْوَاتُ مِنْ فَمِهَا إلّا إذَا مَا بَدَا مِنْ عَيْنِهَا الشّرَرُ
صَمَّاءَ لَكِنْ تَعِي مَالَا تَعِي أذُنٌ بَكْمَاءَ مِنْ فَمِهَا الأخْبَارُ تَنْتَشِرُ
محمود غنيم