محفوظات عبث الطفولة السنة الرابعة
خَرَجُوا كَسِرْبِ الطّيْرِ وَانْصَرَفُوا إلَى اللّهْوِ الجَمِيلْ
بَيْنَ الخَمَائِلِ ، وَالجَدَاوِلِ ، وَالرَّوَابِي ، وَالسُّهُولْ .
وَمَضَوْا إلَى المَرْجِ البَهِيجِ ، يُطَارِدُونَ طُيُورَهُ .
وَيُزَحْزِحُونَ صُخُورَهُ ، وَيُعَابِثُونَ زُهُورَهُ .
وَيُشَيِّدُونَ مِنَ الرِّمَالِ البِيضِ وَالحَصَبِ النّضِيرْ .
غُرَفًا وَ أكْوَاخًا تُكَلّلُهَا الحَشَائِشُ وَالزُّهُورْ .
وَيُنَضِّدُونَ مِنَ الرُّبَا بَيْنَ التّضَاحُكِ وَالحُبُورْ.
طَاقَاتِ وَرْدٍ آبِدٍ تُزْرِي بِأوْرَادِ القُصُورْ .
يُلْقُونَهَا فِي النّهْرِ قُرْبَانًا لِآلِهَةِ السُّرُورْ
فَتَسِيرُ فِي التّيّارِ رَاقِصَةً عَلَى نَغَمِ الخَرِيرْ
عَبَثُ الطّفُولَةِ ، إيهِ ! مَا أحْلَاكَ يَا عَبَثَ الصِّغَارْ
لَوْلَاكَ مَا عَذُبَتْ وَمَا لذّتْ حَيَاةٌ لِلْكِبَارْ .
أبو القاسم الشابي