محفوظات الأرانب والفيل السنة الثالثة
يَحْكُونَ أنَّ أمَّةَ الأرَانِبِ قَدْ أخَذَتْ مِنَ الثّرَى بِجَانِبِ
وَابْتَهَجَتْ بِالوَطَنِ الكَرِيمْ وَمَوْئِلِ العِيَالِ وَالحَرِيمْ
فَاخْتَارَهُ الفِيلُ لَهُ طَرِيقًا مُمَزِّقًا أصْحَابَنَا تَمْزِيقًا
وَكَانَ فِيهِمْ أرْنَبٌ لَبِيبٌ أذْهَبَ جُلَّ صُوفِهِ التّجْرِيبُ
نَادَى بِهِمْ “مَعْشَرَ الأرَانِبِ” مِنْ عَالِمٍ وَشَاعِرٍ وَكَاتِبٍ
اتَّحِدُوا ضِدّ العَدُوّ الجَافِي فَالاتّحَادُ قُوَّةُ الضِّعَافِ
وَاجْتَمِعُوا فَالاِجْتِمَاعُ قُوَّةْ ثُمَّ احْفِرُوا عَلَى الطّرِيقِ هُوَّةْ
يَهْوِي إلَيْهَا الفِيلُ فِي مُرُورِهْ فَنَسْتَرِيحُ الدَّهْرَ مِنْ شُرُورِهْ
فَاسْتَصْوَبُوا مَقَالَهُ وَاسْتَحْسَنُوا وَعَمِلُوا مِنْ فَوْرِهِمْ فَأحْسَنُوا
وَهَلَكَ الفِيلُ رَفِيعُ الشّانِ فَأمْسَتْ الأمَّةُ فِي أمَانِ
أحمد شوقي