حياة الرّسول محمّد صلى الله عليه وسلّم
هو محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القريشيّ . وُلِد في 12 ربيع الأول عام الفيل سنة 571 ميلادي وقد أرضعته حليمة السعديّة .
توفّي ووالده وهو مازال في بطن أمّه وتوفّيت أمّه و قد كان عُمُره آنذاك ست سنوات ، ثمّ كفله جدّه عبد المطّلب لمدّة سنتين، ثمّ مات جدّه و كَفِله عمّه أبو طالب .
تزوّج من خديجة بنت خويلد وهو في سنّ الخامسة والعشرين .
أحبّ النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- الخلاء والتعبّد، فكان يذهب إلى غار حراء أين نزل عليه الوحي لأوّل مرّة وهو في سنّ الأربعين عن طريق جبريل عليه السّلام الذي كرّر عليه كلمة اقرأ، وفي كلّ مرّة كان الرّسول يقول : (ما أنا بقارىء)، ثمّ تلا عليه : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿۱﴾ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿۲﴾ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿۳﴾ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤﴾ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿٥﴾
ذهب الرّسول حينها إلى زوجته خديجة -رضي الله عنها- خائفاً وهو يقول: (زمّلوني زملوني)، فطمأنته خديجة قائلة له: “والله لن يخزيك الله أبداً، إنّك لتقري الضيف، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحقّ، وتحمل الكَلَّ.”
دعا النبيّ إلى عبادة الله تعالى ، وترك الشّرك و عبادة الأصنام ، فآمن بدعوته أبو بكر الصّديق وعلي بن أبي طالب ، ثمّ آمن طلحة وسعد وعثمان، فتعرّض المسلمون للأذى من قبل مشركي قريش ، ثمّ آمن عدد من الصناديد كحمزة وعمر، فاشتدّت محاربة الإسلام حتى حاصر المشركون بني هاشم في شِعاب مكّة، وفي تلك المرحلة أَذِن النبيّ لعدد من المسلمين بالهجرة إلى الحبشة ؛ تخفيفاً لهم ممّا كانوا يتعرّضون له من الأذى.
هاجر المسلمون إلى المدينة المنوّرة بعد ثلاث عشرة سنة من البعثة ، وفي يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأوّل، وصل إلى المدينة فاستقبله أهلها مرحبين به، وكان أوّل عمل يقوم به بناء المسجد في قباء.
بعد أن استقرّ النبيّ في المدينة المنوّرة ، أَذِن الله له بالجهاد ، فغزا مع المسلمين عدّة غزوات منها غزوة بدر وغزة أحد و الحديبية و مؤتة وقد تمّ بعدها فتح مكّة .
في السنة العاشرة توالى قدوم وفود قبائل العرب على النبيّ عليه الصّلاة والسّلام يعلنون إسلامهم ، ثمّ بعث النبيّ معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعريّ إلى اليمن، وكذلك بعث الرسائل والرّسل إلى ملوك الأقطار يدعوهم للإيمان بدعوة الإسلام حتى أعزّ الله جنده، ونصر دينه، وانتشر الإسلام، وعلت كلمة الحقّ والدّين.
مرض الرسول صلى الله عليه وسلم مرضا شديدا .وتوفّي وفي فجر يوم الاثنين 12 ربيع الأول وقد كان عمره حينها ثلاثة وستون عاما .