نص السلحفاة والأرنب
فِي أحَدِ الأيَّامِ ، رَأى أرْنَبٌ سُلَحْفَاةً تَسِيرُ بِبُطْءٍ ، فَقَالَ لَهَا :” ألَا تَنَامِينَ يَا خَالَتِي وَ أنْتِ مَاشِيَةٌ هَذِهِ المَشْيَةَ البَطِيئَةَ ! ” فَغَضِبَتْ السّلَحْفَاةُ ، وَقَالَتْ لِلأرْنَبِ : ” إذَا شِئْتَ فَلْنَتَسَابَقْ “
قَبِلَ الأرْنَبُ السّبَاقَ ، وَجَعَلاَ الحَدَّ بَيْنَهُمَا الجَبَلَ يَتَسَابَقَانِ إلَيْهِ , وَحَضَرَتْ بَعْضُ الحَيَوَانَاتِ لِتُشَاهِدَ هَذَا السِّبَاقَ العَجِيبَ .
وَكَانَ الأرْنَبُ يَعْلَمُ مِنْ نَفْسِهِ الخِفَّةَ فِي الرَّكْضِ ، فَسَارَ مُتَمَهِّلًا يَلْهُو هُنَا ، وَيَقْضِمُ العُشْبَ هُنَاكَ ، هَازِئٌ بِالسُّلَحْفَاةِ البَطِيئَةِ الحَرَكَةِ .
غَيْرَ أنَّ السُّلَحْفَاةَ مَازَالَتْ مُجِدَّةً فِي سَيْرِهَا نَحْوَ الجَبَلِ ، إلَى أنْ أدْرَكَتْهُ وَعِنْدَمَا رَآهَا الأرْنَبُ تَقْتَرِبُ مِنَ الحَدِّ المُعَيّن ، أسْرَعَ فِي عَدْوِهِ يَلْحَقُ بِهَا ، فَلَمْ يُدْرِكْهَا إلَّا بَعْدَ فَوَاتِ الأوَانِ ، وَسَبِقَتْ السّلَحْفَاةُ البَطِيئَةُ المُجِدَّةُ ، الأرْنَبَ السّرِيعَ اللّاهِي .