الصرار والنملة
قَضَى الصَّرَّارُ الكَسْلَانُ الصَّيْفَ كُلّهُ فِي اللّهْوِ وَالغِنَاءِ ، أمَّا النَّمْلَةُ النَّشِيطَةُ ، فَكَانَتْ تَجْتَهِدُ وَتَجْمَعُ المَؤُونَةَ وَتَدّخِرُهَا فِي بَيْتِهَا .
وَلَمَّا حَلَّ فَصْلُ الشِّتَاءِ ، وَ أخَذَتْ الّيَالِي تَبْرُدُ ، اخْتَبَأتْ النّمْلَةُ فِي بَيْتِهَا ، تَأكُلُ مَا ادَّخَرَتْهُ فِي فَصْلِ الصَّيْفِ .
أمَّا الصَّرَّارُ ، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَا يَأكُلُهُ ، لِأنّهُ لَمْ يَهْتَمّ بِجَمْعِ قُوتِهِ فِي أيَّامِ الصَّيْفِ ، فَأخَذَ يَجُوعُ وَيَبْرُدُ ، فَكَّرَ الصَّرَّارُ فِي بُؤْسِهِ ، وَنَدِمَ عَلَى تَفْرِيطِهِ ، ثمّ قَالَ فِي نَفْسِهِ :” أذْهَبُ عِنْدَ صَدِيقَتِي النّمْلَةِ ، لَعَلّهَا تُقْرِضُنِي بَعْضَ الحُبُوبِ وَالثّيَابِ .”
تَوَجَّهَ الصَّرَّارُ إلَى بَيْتِ صَدِيقَتِهِ النَّمْلَةِ . وَقَالَ لَهَا :” أتَيتُكِ يَا صَدِيقَتِي الكَرِيمَةَ لِتُقْرِضِينِي بَعْضَ الحُبُوبِ وَالمَلَابِسِ ، فَإنّي أكَادُ أمُوتُ جُوعًا .”
فَأجَابَتْهُ النَّمْلَة ُ:” مَا كُنْتَ تَعْمَلُ فِي الصَّيْفِ ؟ ” قَالَ الصَّرَّارُ :” كُنْتُ أغَنّي كَمَا تَعْلَمِينَ …” فَقَالَتْ النّمْلَةُ سَاخِرَةً :” إذَا كُنْتُ غَنّيْتَ فِي الصَّيْفِ ، فَارْقُصْ فِي الشّتَاءِ لِتَدْفَأ . إنِّي لَسْتُ أقْرِضُ الكَسْلاَنَ …