أوصاف حول المرض
ولم يكن هذا وحده مما يستلفت الانتباه ولكن خطواته لم تكن متزنة ـ يتعثر في طريقه، ويميل ذات اليمين وذات اليسار، مما أثار فضولي، فلحقت به حتى أدركته عند سور المدرسة حيث ارتمى، واتكأ عليه، مغمضا عينيه المنهوكتين من شدة التعب .. فقد كان محموما
كان تنفسها متقطعا وقصيرا تئنّ أنينا يتقطّع له القلب، ويذوب له الصّخر. أما عيناها فكانتا تعبتان، كأنها في حالة من الحمى، وكان وجهها شاحبا وكأنها في نزاعها الأخير. كان يثير في النفس مشاعر الأسى والألم
ـ أفقت مرّة من نومي وأنا أحسّ بألم لا يطاق في رأسي وكتفي وظهري، وبفشل في أعضائي، ثمّ أخذت أسعل، وأعطس، وشعرت بحرارة تغمر وجهي، وبدأت عيناي تدمعان
ـ اشتدّت بي نوبة السّعال حتّى خلت صدري ينخلع، وارتعدت أوصالي ارتعادا منكرا، وتقبّض وجهي، وتصبّب عرقا، وأصبحت ألتقط أنفاسي بصعوبة، أظلمت الدّنيا في عينيّ، وحسبتها النّهاية، واستلقيت في شيء من الفتور والهمود على فراشي
ـ أصيب أخي بالحمّى، فلزم الفراش مكرها، وأخذت صحّته تتدهور، وحالته تسوء يوما بعد يوم، فضلا عن السّعال الّذي لازمه، فانقطعت أمّي للعناية به، وبقيت بجانبه، لتمريضه وقضاء شؤونه، فكانت تسهر اللّيالي الطّوال ترعاه وتلبّي طلباته حتّى تدرّج نحو الشّفاء، وسرت في وجهه دماء العافيّة، وأصبح أحسن منه قبل ذلك ..